يَقظةُ قلب ،، إستلهامٌ واقعي

ضَعفَ فوقعَ في الفخ .. إستسلمَ لعدوهِ الذي وَجَدَ في خافقهِ مرتعاً سهلاً لاحتلاله ، فنفثَ فيهِ سُمَّه .. حتى إنجرحتْ جوارحه فتكلمَ لسانهُ .. وسَعت قدمهُ ..وإستكانَ الجسدُ لطعونِ الجراح فدارتِ العجلة ..


وإذ ْطلائعُ نهايتهِ أطلتْ ..وإذْ بذورُ خسرانهِ .. نَمتْ واستطالتْ ،، فقلَّتْ في قلبهِ هيبةَ ربه ،، وزادت ْجرأتهُ على محارمه وتكررَ معهُ مشهدُ استنزافِ روحهُ بالنظرِ إلى الفواحش حتى تبلدَ إحساسه وأدّمنَ مع الزمنِ مواقعةَ ذنبه ،، فرحاً وإستمتاعاً بلذتهِ فلم يحمي بيتهُ عن بواعثِ الشهوات ولم يقفلْ بابهُ عن رُسلِ الهوى فاستباحَ الشيطانُ حِمىَ قلبهُ.. وجرَّدهُ من حراسِ التُّقى .. وبدَّدَ عنهُ جيوشَ كمالِ الإيمان !! فاشتعلتْ فيهِ نيرانُ الشهوةِ وإستعبدتهُ نوازعُ الشرِّ في كل أمره حتى أصبحَ غريقَ الذنوب ومريضاً من أصحاب أمراض القلوب !!
يقول الله تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه آية 124
وبعد أن عاثَ فيهِ فساداً ... وأنهكتهُ وِحشَةُ مآلهِ واضطرابُ أحواله .. من بعدِ الصفاءِ كدر .. ومن بعد العلياءِ سقوط.. ومن بعد الطمأنينةِ خوفٌ وقلق .. ومن بعد النور ِظلمة .. ومن بعد الهدايةِ غواية !! كتبَ اللهُ له أن يفيقَ من سكرةِ الذنب وآنَّتْ نفسهُ من جفآءِ وقسوة ِالقلب وأيقضتْ روحهُ التائهة نذاراتُ ربه و لمحَ بعينيه وسمعَ بأذنيه نواميسُ غضبَ الله عليه تدق ُّ كيانه وتهزُّ دواخله فكان أن عرفَ جُرمه .. وندمَ على إسرافه فكانت أجملَ لحظاتِ حياته حينَ أقبلَ إلى ربه منيباً نادماً مستغفراً عن سالفِ العصيان والخطايا فغلستْ قلبهُ دموعَ التوبة وتنسمَّ معها نورَ الهداية والرحمة ومضى نحو ربهُ عازماً على الثباتِ فكان أن استقبلهُ ربُّ البرياتِ بواسعِ الرحمة وعظيمِ المغفرة .. ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه
من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك – أخطأ من شدة الفرح ) .

فهذا مذنبٌ لحقَ بركبِ الراجعينَ المُقبلينَ إلى الله تعالى واشترى لذةَ آخراهُ عن هذه الدنيا الزائلة وأنت ماذا عنك؟ أما استوحشتَ ذنوبك ..، أما آن لك أن يلينَ قلبك؟!! قبل أن يعاجلكَ عذاب ربك ..! أنقذ ْنفسك وبادر بالفرار إليه وتذكّر .. " أيها المذنب " أن الباب َ لمْ يُغلق بعد لمْ يُغلق بعد !
. . غفر الله لنا ذنوبنا وتجرأنا على معاصيه ..وسترنا في الدنيا ويوم العرض عليه وجعلنا وإياكم من عباده التائبين الآوابين . والحمد لله رب العالمين .

بقلم رِيْفان ~